مجرمو الإنترنت يستغلون اضطراب فيروس كورونا

حذر مسؤولون أمنيون بريطانيون من المركز الوطني للأمن السيبراني (NCSC)، تابع لوكالة الاستخبارات المسماة المقر الرئيسي للاتصالات الحكومية (GCHQ)، من أن مجرمي الإنترنت ومجموعات القرصنة يستغلون اضطراب يسببه فيروس كورونا المستجد خلال مجموعة من هجمات التصيد والبرامج الضارة التي يرجح أن تزداد مع تفشي الوباء، وقال خبراء المركز: إن مستخدمي الويب معرّضون لخطر فقدان الأموال والبيانات الحساسة في حال تم خداعهم من أجل النقر على الروابط في رسائل بريد إلكتروني زائفة تدعي أنها تحتوي على معلومات مهمة حول الوباء.

وتشمل الأمثلة حتى الآن على عمليات احتيال عبر الإنترنت من قِبل مجموعات تنتحل صفة منظمة الصحة العالمية والمركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض، ومواقع الويب الاحتيالية التي أعلنت عن معدات مضادة للفيروس لكن تبين أنها مزيَّفة، والمهاجمون الذين يبحثون عن تمويل عبر عملة بيتكوين ويدّعون أنه مخصص لأبحاث اللقاحات، ويأتي هذا التحذير بعد أن قالت الحكومة البريطانية إنها أنشأت وحدة مخصصة لمكافحة حملات تضليل خبيثة بشأن فيروس كورونا من قِبل الدول المعادية أو مجرمي الإنترنت، وأكدت أنها تعمل مع شركات التواصل الاجتماعي لدحض المزاعم الكاذبة أو المضللة بشأن المرض.

في حين أن المركز الوطني للأمن السيبراني (NCSC) يركز على المجرمين الإلكترونيين الذين يتطلعون إلى استغلال الأزمة لتحقيق مكاسب مالية، فقد اقترح آخرون أن الدول المعادية يمكن أن تستغل هذا الارتباك، وقالت (ليا جابرييل) Lea Gabrielle، المسؤولة بوزارة الخارجية الأمريكية، للكونجرس إن روسيا مسؤولة عن مجموعات من الشخصيات الكاذبة على الإنترنت الساعية إلى نشر معلومات مضللة عن المرض على مواقع التواصل الاجتماعي، وأوضحت أن نظام التضليل الروسي يلعب دورًا في محاولة للاستفادة من الضبابية الناجمة عن الوباء.

أشار (بول تشيتشيستر) Paul Chichester، مدير العمليات في المركز الوطني للأمن السيبراني (NCSC)، إلى أن القراصنة الانتهازيين يحققون أقصى استفادة من تفشي فيروس كورونا المستجد لتحقيق مكاسب شخصية، وقال: شهد المركز زيادة في تسجيل صفحات الويب المتعلقة بالفيروس مما يوحي بأن المجرمين الإلكترونيين من المحتمل أن يستفيدوا من تفشي المرض، ورد (NCSC) في عام 2019 على 658 هجومًا إلكترونيًا ضد المملكة المتحدة، وذلك وفقًا لتقريره السنوي، وأزال روابط لأكثر من 177 ألف موقع تصيد احتيالي، ويقول مجلس الأمن القومي إن التهديد من الدول المعادية، مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران، لا يزال يشكل تهديدات إستراتيجية لبريطانيا.

وعلى صعيد منفصل، يقترح المحللون أن تزويد أشخاص بأجهزة حاسب محمولة جديدة بشكل عاجل من أجل تلبية الحاجة للعمل من المنزل قد تتسبب في تغاضي عن بعض أساسيات الأمن السيبراني، مما يثير المخاوف من أن الشركات قد تكون أكثر عرضة للخطر، وقال بائعو أجهزة الحاسب لصحيفة فاينانشيال تايمز إن العديد من الشركات الكبيرة تشتري علامات تجارية لا تستخدمها عادةً من أجل ضمان الحصول على كميات كبيرة من المنتج، ولا تنفذ هذه الشركات إجراءات اختبار صارمة معتادة قبل شراء أجهزة الحاسب المحمولة.

سعيد جبر أخصائي أمن المعلومات

بخبرة تصل لأكثر من 20 عاماُ جعلته يتربع على عرش المجالات المُتعلقة بأمن تكنولوجيا المعلومات وإدارة المخاطر، حيث يُعد أكثر المجالات أهمية وهيمنة على المستوى الرقمي والواقعي